بإدراكنا هذا الشتاء يكون قد مضى وانصرم من أعمارنا عاماً كاملاً سيكون شاهداً لنا أو شاهداً علينا.
والمؤمن يقف مع نفسه وقفة صادقة ويقول لها:
إنما هي ثلاثة أيام:
قد مضى أمسٌ بما فيه.
وغداً أملٌ لعلك لا تدركه.
إنك إن كنت من أهل غد فإن غداً يجيء برزقه.
ودون غد يوماً وليلة تخرم فيه أنفاس كثيرة. لعلك المخترم فيها كفى كل يوم همُّه.
ثم قد حملت على قلبك الضعيف همّ السنين والأزمة، وهمَّ الغلاء والرخص وهمَّ الشتاء قبل أن يجيء الشتاء، وهمَّ الصيف قبل أن يجيء الصيف فماذا أبقيت من قلبك الضعيف لآخرته؟
كل يوم ينقص من أجلك وأنت لا تحزن.
مضى الدهر والأيام والذنب حاصل *** وجاء رسول الموت والقلب غافل
نعيمك في الدنيا غرور وحسرة *** وعيشك في الدنيا محال وباطل
............................
قال الامام الحسن عليه السلام: ( نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه ).
ولذا بكى المجتهدون على التفريط - إن فرطوا - في ليالي الشتاء بعدم القيام، وفي نهاره بعدم الصيام.
جدّوا في طلب مرضاة الرحمن في ليال الشتاء الطوال وفي غيرها..
وأكثروا من صيام نهاره. فقد قال صلى الله عليه واله وسلم: { الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة }
إيه وربي إنها لغنيمة فأين المشمرون المخلصون؟!
: من الاحاديث الاسلاميه عن الشتاء
( الشتاء ربيع المؤمن ).
( أصل كل داء البرد ).
( إن الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء لما يكون على الفقراء من الشدة والبلاء ).
( قلوب بني آدم تلين في الشتاء وذلك أن الله خلق آدم من طين، والطين يلين في الشتاء )
أسأل الله عز وجل في ختام هذه الوقفات أن يشرح قلوبنا للإيمان وأن يستعملنا في طاعته.
وصلى الله على محمد وعلى آله أجمعين وعجل الله فرجهم.
مع خالص تحياتي الدافئه